الخميس، ٧ ديسمبر ٢٠٠٦

حياة محمود البدوى الأدبية وجوائز الدولة الجزء السادس ص34*

جوائز الدولة المصرية


*
ميدالية الإنتاج الفنى والأدبى عام 1957 .
* جائزة الجدارة .
* جائزة الدولة التقديرية عام 1986 .
ووسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى
.
====================

ميدالية الإنتاج الفنى والأدبى عام 1957

لما اشتعلت نيران الحرب عام 1956 وابتدأت الغارات واشترك معظم الرجال فى المعركة وأغلقت المدارس ، كان البدوى مشغولاً بوطنه الذى تحوم فوقه طائرات الأعداء وبالناس الذين أحبهم والذين فوجئوا بالعدوان الوحشى فهبوا جميعا لملاقاته ، وأخذ ذهنه يعمل وقت الغارات والظلام والقنابل ، ولم يدع دقيقة واحدة تمر دون عمل ، إشترك بقلمه وكتب القصص المستوحاة من المعركة ، كتب القصص التى تظهر المعدن الأصيل للشعب المصرى ونضال وشجاعة الرجال ضد الغزو الأجنبى ، ونشرت القصص بالصحف اليومية أثناء المعركة ، وهى :

(1) فى الجبهة ـ ص. الشعب ـ العدد 156 فى 8/11/1956 .
(2) تحت النيران ـ ص. الشعب ـ العدد 163 فى 15/11/1956 .
(3) الماس ـ ص. الشعب ـ العدد 171 فى 23/11/1956 .
(4) رصاصة ـ ص. الشعب ـ العدد 185 فى 7/12/1956 .
(5) عند البحيرة ـ م. الجيل ـ العدد 295 فى 10/12/1956 .
(6) النور ـ ص. الشعب ـ العدد 191 فى 13/12/1956 .
(7) اللوحة ـ ص. الشعب ـ العدد 198 فى 20/12/1956 .
(8) الجريح ـ ص. الشعب ـ العدد 203 فى 25/12/1956 .
وقد كرمته الدولة ونال ميدالية الإنتاج الفنى والأدبى من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب عن قصة الماس .

==============
جائزة الدولة للجدارة فى الفنون عام
1978

ورد فى صحف صباح يوم 8/10/1978 خبر عن الذين يكرمهم الرئيس السادات الليلة فى عيد الفن بمنحهم جائزة الجدارة وقدرها ألف جنيه ، ولم يكن من بين المكرمين غير أديب واحد هو كاتب القصة القصيرة محمود البدوى .

فوجئ البدوى باسمه مكتوبا ، ولم يصدق الخبر ، ولم يقل شيئا لزوجته وابنتيه ، وكان هادئا كطبيعته ، وإنهالت المكالمات التليفونية من أصدقائه وأقاربه طول النهار تهنئة بالحصول عليها ، وكان يقول لهم لم يأتنى خبر عنها .

فى الساعة الرابعة من مساء اليوم جاءه مندوب من رئاسة الجمهورية ليسلمه الدعوة لحضور حفل التكريم ، وعندئذ صدق الخبر ، ويرجع السبب فى ذلك إلى أنه كثيرا ما نشرت صحف الصباح فى السنوات الماضية ، اسمه ، وأنه تم ترشيحه لنيل جائزة الدولة التقديرية فى الآداب ، ولم يتحقق الخبر .

ذهب البدوى إلى الحفل بمسرح سيد درويش بالهرم وهو فرح بهذا التكريم .. ودخل الحفل وهو شاعر بدم الشباب يكاد يتفجر من شرايينه ، وحينما نودى على اسمه ليتسلم الجائزة .. يقول عاشور عليش . " فى ثوان انفكت عقدة لسانه ، لم يمارس الخطابة ولو مرة فى حياته ، لم يقابل مسئولاً واحدًا ، فجأة وجد نفسه وجها لوجه أمام السادات ، يده تصافح يد رئيس الجمهورية بطل الحرب والسلام ، والعيون تتلاقى ..
وخرجت الكلمات من فم محمود .. بل من قلبه " أشكرك يا سيادة الرئيس على هذا التكريم ، ليس لأنه من رئيس دولة فحسب ، بل لأنه أولاً من قلب أديب .. ومن إحساس أديب.." وابتسم قلب السادات .

ويضيف عاشور عليش فى مقاله " شىء ما كان يؤرقنى .. سؤال يلح ويلح .. هل سيذهب محمود إلى الحفل ومعه حقيبته الصغيرة التى لا يفارقها أبدا .. أم تراه سيتخلى عنها .. الحقيقة أننى كنت متعاطفا مع الحقيبة .. فهى عمر محمود كله .. والحمد لله لم تظهر الحقيبة ، وإن كان محمود قد تركها عند الباب لحين خروجه ".

وغادر البدوى الحفل ، وقبل وصوله إلى البيت ، أرسل برقية إلى الدكتور رشاد رشدى يقول فيها.

"الدكتور رشاد رشدى رئيس أكاديمية الفنون
تحية مباركة من عند الله .. وبعد :

إن اختيارك للأدباء والفنانين الذين أفنوا حياتهم فى خدمة الأدب والفن وعملوا لخير الإنسان ، وليست لهم صلات شخصية بك هو فى الواقع تكريم لك وتنزيه للجائزة عن الغرض ، كما أنه عمل يبلغ الذروة فى الإخلاص للفن .

رعاك الله ووفقك إلى الحق دوما
والسلام
محمود البدوى
***
وأبرزت الصحف اليومية فى اليوم التالى 9/10/1978 والمجلات الأسبوعية صورة للرئيس السادات وهو يسلم الجوائز للمكرمين .

ويقول البدوى :
" أخذت بكل سرور وبكل فخر جائزة الجدارة عام 1978 من أكاديمية الفنون ، ومن الغريب أننى حتى الآن ــ لا أعرف غفيرا ولا وزيرا فى هذا البلد ، وعندما قرأت الخبر فى الجرائد لم أصدقه ، لأننى ليس لى أية اتصالات " .
* * *
أقوال الصحف والمجلات

يقول محمد جبريل ــ مقدمة مجموعة قصصية لمحمود البدوى ــ ط المجلس الأعلى للثفافة 2000.
" ولأن الرجل طال إهماله ، فلم يحصل على جائزة تشجيعية ولا تقديرية ، فقد اخترع الرئيس الراحل أنور السادات ــ لا يحضرنى تعبير آخر ــ جائزة له سماها جائزة الجدارة ، وهى جائزة لم تتكرر فى عام تال بما يشى أنها خصصت للبدوى ولسواه من الرواد الذين عبرهم تقدير الدولة ولم ينصفهم.
***
وفى جريدة الجمهورية :
" لقد عاش هذا الفنان الأصيل لتواضعه واحتواه إبداعه الفنى لكل شواغل حياته عزوفا عن هموم السياسة وزيف العلاقات والشلل .. متعبدا فى محراب فنه ، حتى أخطأت السينما روائعه الفنية ، كما أخطأته جوائز التقدير السابقة .. كما أخطأت قدرته الفنية أيضا خريطة حياتنا النقدية ، وفرمانات التقييم .. حتى جاءته جائزة التقدير والجدارة بلا صراعات شلة محاسيب ، هذا هو الفنان الصادق الذى تشرفت به جائزته والذى بتواضعه الكريم أعطى للجائزة نفسها وساما اسمه ، الإنصاف الكريم "
***
وفى صحيفة المساء :
" محمود البدوى صديقى الكريم .. المتواضع دائما .. المؤثر لحياة الظل .. الكاره لحياة البريق .. رائد القصة القصيرة بعد تيمور .. محمود البدوى.. أنا سعيد لحصوله على جائزة الجدارة .. شكرا للقلب الكبير الذى تذكره مكرمة تكريما عوض له ما فات من جحود ونسيان" .
ص. الجمهورية:
" أنه شىء غريب حقا أن تتصفح المجلات والجرائد والكتب فلا تجد سوى بعض المقالات عن بعض المجموعات للبدوى ، وبالطبع فهذا التجاهل لا ينقص من قيمة أعمال البدوى وتأثيره فى الحياة الأدبية واعتزاز القراء بإنتاجه ، ولكنه يبقى سؤال للنقاد ، وقد جاء تكريمه بالأمس ، تقديرا لفنه وما قدمه ليزيل عنه آلام المرارة والوحدة " .
***
م. أكتوبر :
" شعرت بسعادة غامرة وأنا أشاهد رئيس مصر محمد أنور السادات يشد على يده بحرارة بادية ، ثم يسلمه وثيقة جائزة الجدارة فى ليلة عيد الفن بمسرح سيد درويش .. تقديرا من الرئيس ومن الدولة لأديب أخلص لفنه .. وظل يواصل مسيرته الأدبية فى صمت مترهب .. غير متهافت على الشهرة الإعلامية وإغرائها الجاذب ، ورغم ابتعاد البدوى عن مناطق الضوء بصورة تكاد تكون متعمدة .. فإن دوره الهام فى تأصيل القصة القصيرة فى أدبنا لا يمكن إنكاره أو إغفاله " .
***
م. الثقافة :
" يجب أن يطلق عليه " راهب القصة القصيرة " لأنه كرس حياته كلها فى كتابة القصة القصيرة ، ولم يتوقف عن الإنتاج أبدا رغم أن النقاد كثيرا ما تجاهلوا أعماله لأنه ليس من أصحاب الشلل ، وهو يؤثر العزلة والبعد عن الأضواء ، لقد كرمه الرئيس محمد أنور السادات فى عيد الفن والأدب بمنحة جائزة الجدارة ويعتبر هذا التكريم تكريما للأصالة والعدالة "

" من نجوم هذا العام الذين منحوا شهادة الجدارة أديب واحد هو كاتب القصة القصيرة الأستاذ محمود البدوى ، اسمحوا لى أن أحدثكم عنه ــ عنه هو ــ لا عن فنه ، فما من واحد أحب القصة القصيرة فى مصر ، وفى العالم العربى ولم يلتق بمحمود البدوى .

فمنذ عام 1933 والبدوى يكتب القصة القصيرة ، واهبا لها عمره وحياته ، وكفاحه وإصراره ، وتجاربه ودمه ، حتى أصبح فن القصة القصيرة لا يذكر إلا واسم محمود البدوى فى مقدمة نجومه ، لم ييأس أبدًا ، لم يتحول أبدًا إلى فن غيره ، إيمانه بالقصة القصيرة وهو هو إيمانه بها منذ بدأ يعشق الأدب ، ويشرف بلقب " الأديب " .

وكان من الغريب والمذهل ــ بعد كل هذا ــ أن يعيش محمود البدوى بعيدا عن الأضواء ، حتى أدركته عناية الله ، واستحق عن جدارة تكريم رئيس الدولة ، وحفاوة الشعب كله" .
***
م. آخر ساعة :
" إن محمود البدوى فنان وأديب .. وأملى وقد كرمته الدولة .. ألا ينزوى بعيدا عن الأضواء ، فالحركة الأدبية ما تزال فى حاجة ماسة إلى قلمه .. وإن كان هو قد تخطى دور الشباب .. فقلمه ما زال شابا " .
***
ص. الوطن العمانية :
" وأخيرا ومتأخرا ، نال محمود البدوى جائزة الجدارة .
ولعلى أتصوره على البعد ــ وقد تبددت غلالات الحزن من نفسه ، لابد من أن سنوات التجاهل الطويلة كانت خطأ من الآخرين ، وليست تهوينا من قيمة فنه الرائع المتميز .."
* * *

جائزة الدولة التقديرية فى الآداب عام 1986
ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى

منح البدوى فى العام الذى توفى فيه (عام 1986) على جائزة الدولة التقديرية فى الآداب ..

يقول يوسف الشارونى
" تنبه المسئولون عن الثقافة فى تلك الفترة إلى حصاد محمود البدوى ، فرشحوه بعد وفاته لجائزة الدولة التقديرية فى الأدب عام وفاته ، أى أن وفاته هى التى أيقظت الضمير الأدبى من تجاهله لهذا الأديب كما حدث بعد ذلك مع إحسان عبد القدوس عام 1989 ويوسف إدريس عام 1990 وغيرهم ، ومن حسن حظ هؤلاء أنهم كانوا على فراش موتهم خلال الأشهر الثلاثة التى يتم فيها الترشيح لجائزة الدولة التقديرية ــ أكتوبر ونوفمبر وديسمبر من كل عام ــ لأنه لا ترشيح لمتوفى ، لكن يمكن منح الجائزة لمن توفى بعد ترشيحه عند الاقتراع على الفائز بها" .

وفى احتفال المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية فى المركز الثقافى يوم 29 يونيه 1991 تم توزيع جوائز الدولة ( التقديرية والتشجيعية ) على الفائزين بها ، وذهبت زوجة البدوى إلى الحفل ، ووزع على الفائزين بالجائزة التقديرية أروابا زرقاء وعلى الفائزين بالجائزة التشجيعية أروابا حمراء .

وحينما نودى على اسم المرحوم محمود البدوى صفق الحاضرون طويلا ، وصعدت الزوجة إلى المنصة وتسلمت من الرئيس محمد حسنى مبارك وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى وميدالية .

ووزع على الحاضرين الكتاب التذكارى الذى يتضمن تاريخا شاملا للجائزة منذ إنشائها سنة 1958 بعنوان " احتفالا بجوائز الدولة التقديرية والتشجيعية للفنون والآداب والعلوم الاجتماعية " مصر تكرم أبناءها المبدعين .. 1958 ــ 1989" .
وورد تحت اسمه بالصفحتين رقمى 101 و102 الآتى

المرحوم الأستاذ محمود البدوى
حائز على جائزة الدولة التقديرية فى الآداب عام 1986
ولد فى 4 ديسمبر 1908 .

أوجه النشاط :
ــ أصدر عشرين مجموعة قصص قصيرة .
ــ عضو مجلس إدارة نادى القصة .
ــ عضو دائم بلجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة .
ــ عضو شعبة الأدب بالمجالس القومية المتخصصة وعضو لجنة القصة بها .
ــ مارس الإبداع فى القصة القصيرة من عام 1935 حتى كاد يصبح المتخصص الوحيد فيها .

أهم ما يميز قصصه القصيرة

ــ عبرت قصصه القصيرة عن الواقع المصرى تعبيرا صادقا من خلال رؤيته غير المتحيزة أو المتعصبة التى تشوبها التطلعات وتفسدها الأهواء والمطامع فقد تناول الواقع تناولا عاطفيا شاعريا .
ــ لا يركز فى قصصه على أحداث لها خصوصيتها ولا على صور لها طرافتها . وقد اختار معظم أحداث قصصه من الريف المصرى فى إقليم الصعيد بتقاليده وأخلاقيات الناس فيه والعلاقات السائدة بينهم .
ــ كان دائم المقارنة بين حياة الفلاح المصرى وبين حياة الفلاح فى كل بلد يزورها كرحلاته إلى اليونان وتركيا ورومانيا والمجر والهند والصين وهونج كونج وروسيا.
ــ أول كاتب قصة عبر عن حياة عمال التراحيل ومعاناتهم من أجل الحصول على لقمة العيش .
ــ صور جانبا من الحياة فى اللوكاندات والبنسيونات ، وهو لون من الحياة لم يشاهده المصريون ولم يقرأوا عنه كثيرا فقد وجد مجالا خصبا لتصوير قطاع من الحياة المستترة والغريبة على مجتمعنا وما يدور فيها بعيدا عن أعين العاديين من الناس وبخاصة الطبقات الكادحة التى لا تعلم عن هذه الأماكن شيئا .
ــ فى بعض قصصه نزوع نحو النقد الاجتماعى ونقد الواقع بواسطة اختيار بعض الأحداث الجزئية التى تكشف عن عيوب أو قصور .
ــ يساير فى قصصه القصيرة المجتمع فى تطوره فلا يقف جامدا عند حد تصور الماضى وإنما هو يصور المجتمع الجديد فى قصصه ويكشف عن مدى إحساسه بما حدث فيه من تحول ، ويلاحظ هذا فى قصصه التى كتبها بعد عام 1956 وهو يركز على القيم الجديدة والعلاقات الجديدة .
ــ التزم بالقالب الفنى للقصة القصيرة .
ــ ترجمت قصصه إلى اللغات الألمانية والمجرية والفرنسية والروسية ، كما أن المستشرق المجرى جرمانوس أعد دراسة عن كُتاب القصة المصرية وتناول فيها أدب محمود البدوى .
ــ توفى فى 13فبراير 1986 .
================================

ليست هناك تعليقات: